الأربعاء، 20 يونيو 2012
3:40 ص

قصة حقيقية بمحطة طرام واي باب المريسة سلا المغرب



قصة حقيقية

الساعة : 10 صباحا
المكان  : محطة باب المريسة سلا -طرام واي-
 

في انتظار ممل لقطار الطرام سقطت عيني على طفلة في الثالثة عشر من عمرها تلتمس من مجموعة من الشباب شراء "كلينكس" بدرهمين، عيناها البنيتين، وملابسها الرثة المتسخة، لم تكن تسألهم شراء المحارم، ولكنه التماس لمساعدة مترفعة عن مد اليد إلى الناس
نظر إليها الأول ملوحا يديه بالرفض، والثاني حللت عينه منظرها ورماها بعين احتقار، والثالث بأدب: شكرا لا أريد ..
ظهرت على ملامحها رسالة اليأس للمنتظرين، ونادت على أختها ذات 10 سنين، وجلسا أمامي يعدان دريهماتهما في فشل غطته ابتسامة من اليأس ..
أشرت إلى الكبرى بيدي، فجائت ترفع جسدها من كرسيها وتجري نحوي، قلت لها بابتسامة بسيطة "أعطني واحدة"، وجلست بجانبي ..
التفت إليها في شيئ من المداعبة قائلا: من الجميل أنك لا تتسولين !
لم تعقب
سألتها : هل تدرسين ؟
أجابت بشفتين حزينتين : نعم
-في أي مدرسة ؟
*في أحد الجمعيات
-والدك يعمل ؟
*والدي ميت
-أمك تعمل ؟
*أمي مريضة ولا تستطيع المشي
-لماذا أنت وأختك هنا ؟
*لاستكمال أجرة المنزل، أعطينا صاحبة المنزل النصف، ولازالت تطالبنا بالنصف الآخر، لهذا خرجت اليوم أنا وأختي وأخي لنستكمل ثمن أجرة المنزل!
-كم ثمنه ؟
* 600 درهم !!
استرسلت في الأسئلة وفي كل جواب أصفع مرتين !!.. نظرت إلى الأمام فبدا لي قطار الطرام قادما
سألتها كم جمعت حد الان؟ فقالت: 100 درهم !
أخرجت محفظتي وأعطيتها 200 درهم من 300 درهم كنت سأشتري منها هدية لزوجتي، وأعطيتها إياها في شيئ من المداعبة وقلت لها: تأخدينها من يدي إلى يد والدتك مباشرة ..
تهلل وجهها بالفرح، أخذتها من يدي وهي مترددة لكأنني سأعيدها إلى محفظتي مرة أخرى!، قالت بأدب: شكرا، وأطلقت هي وأختها رجلاها للريح، ركبتُ القاطرة، وأنا أتابعهما من النافذة، يركضان بكل ما لديهما من قوة ولو كان لديهما جناحين لطارا بهما، حتى وصلنا إلى أمهما وعانقها بشدة فزادت من معانقتهما عندما علمت بما في يديهما...

عندما عدت إلى زوجتي اعتذرت لها عن هديتي ، لكنها وبختني قائلة: لماذا لم تكمل 100 درهم الأخرى حتى تكمل فرحتي بهديتك ؟! :))

المصدر : ادمين صفحة حصة أوقات الصلاة لأهم المدن المغربية

اترك بصمتك